إبداع ملك - 02 أغسطس 2010
2021-11-10 607
لا أعلم ملكا في القديم والحديث أجمع الناس عن قناعة ورضا على تسميته (ملك الإنسانية) سوى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، حتى إن (منطاد ملك الإنسانية) الذي أهداه أبناء الإمارات، وانطلق من مهرجان الجنادرية، قد شرع في جولةٍ تمتد عاما ونصف العام، وتمر بأكثر من 52 دولة، وما من دولة مر بها المنطاد إلا وتلقته على أعلى المستويات بالقبول والترحيب، وحسبنا قول مسؤول روسي كبير حين مر المنطاد بسماء روسيا: «إن المنطاد رسالة تبرز صورة مما يوليه خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإنسانية». ومما يؤيد هذا الإجماع الدولي أن جمعية الإسلام والغرب في فرنسا عزمت على إصدار كتاب عن الجهود الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
هذا التوافق الدولي -رسميا وشعبيا- على أهمية دور خادم الحرمين الإنساني لم يأتٍ من فراغ، فأياديه -متع الله به- في خدمة الإنسانية كثيرة تفوق الحصر.
والناظر في هذه الجهود يجدها تنتظم في مجالات ثلاثة:
1ـ مجال الغوث الإنساني: ومساعدات المملكة في عهده للدول المتضررة مذكورة مشهورة، لا تختص ببلد ولا إقليم ولا جنس ولا ديانة، بل شملت الجميع ممن نكب في أهله أو داره أو ماله. وقد سجل التاريخ مساعدته التاريخية لهاييتي بخمسين مليون دولار.
2ـ مجال التواصل الإنساني: حيث بذل -أيده الله- العديد من الجهود لتحقيق حياة إنسانية مستقرة، يتواصل فيها الإنسان بأمن وسلام مع أخيه الإنسان، ومن مسارات هذا المجال:
- مسار الحوار والتقارب: حيث أنشأ -حفظه الله- مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ليكون نموذجا وطنيا راقيا يؤهل المملكة لقيادة دفة الحوار عالميا، ثم عقد -حفظه الله- المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، ثم أتبعه بالدعوة إلى مؤتمر حوار الأديان الذي عقد في مدريد، وشارك في منتدى حوار الحضارات بين العالم الإسلامي واليابان. ثم دشن مشروعه الضخم للابتعاث ليكون بوابة للتواصل مع الثقافات، كما أطلق -حفظه الله- جائزته العالمية للترجمة التي مثلت إضافة إنسانية حقيقية تكسر حاجز اللغة الذي كثيرا ما يحول بين التواصل والتقارب، إضافة إلى الجائزة العالمية للتراث والثقافة. ولنا أن نتامل عبارته الخالدة: «وتبلور في ذهني أن أطلب من ممثلي أتباع الأديان السماوية الاجتماع كإخوة يشتركون في إيمانهم وإخلاصهم لكل الأديان، وتوجههم إلى رب واحد للنظر في إنقاذ البشرية مما هي فيه. وعرضت الأمر على علمائنا في المملكة العربية السعودية، ورحبوا به ولله الحمد».
- مسار مكافحة الإرهاب: باعتبار الإرهاب العدو الأول للتواصل الإنساني الايجابي، وفي هذا السياق، وقف -أيده الله- موقفا حاسما من كل محاولات العبث بالأمن محليا وإقليميا، وأسس مركزا دوليا لمكافحة الإرهاب، ودعا إلى مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب شاركت فيه أكثر من خمسين دولة عربية وأجنبية والعشرات من المنظمات الدولية.
3ـ مجال الرفاه الإنساني:
- مسار حقوق الإنسان: حيث دعم -أيده الله- مسيرة هيئة حقوق الإنسان السعودية، ووسع من صلاحياتها، كما جاءت قراراته وبيانات مجلس الوزراء برئاسته مناصرة باستمرار لأصحاب الحق، ومدافعة عن المظلومين.
- مسار الحركة الاقتصادية: وتبرز في هذا المسار مشاركاته المتكررة والبناء في قمة العشرين، إضافة إلى المدن الاقتصادية التي أقامها في سائر أنحار المملكة، ودعمه المتواصل للعديد من المشاريع الاقتصادية المشتركة إقليميا وعالميا.
- مسار الحركة العلمية: بذل خادم الحرمين الشريفين ويبذل الكثير من الجهد في سبيل دعم الحركة العلمية محليا ودوليا، لما للمنجزات العلمية من دور بارز في تسهيل حياة الإنسان وترقيتها، وحسبنا حصوله -أيده الله- على جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني في مجال التعليم العالي، ولا عجب، فقد قفز عدد الجامعات في عهده من ثماني جامعات إلى أكثر من عشرين جامعة، وأنشأ جامعة الملك عبد الله (كاوست) لتكون محضنا عالميا للعقول المبدعة، التي خصصت 85 في المائة من مقاعدها لغير السعوديين، وحصل على الدكتوراة الفخرية من جامعة الخليج في مجال دعم التعليم الطبي بعد أن تبرع للجامعة بمليار ريال لبناء مدينة طبية حديثة، وبادر بتخصيص 300 مليون دولار لتكون نواة لبرنامج يمول البحوث العلمية المتصلة بالطاقة والبيئة والتغير المناخي.
إن هذه الجهود -بل بعضها- جدير بصاحبها أن يتبوأ أعلى المنازل في خدمة الإنسانية، لا سيما أنها أفعال لا أقوال، كما قال الرئيس الباكستاني مخاطبا خادم الحرمين الشريفين: «إن كثيرا من الناس يتحدثون عن تنفيذ الأعمال وأنت تقوم بها دون حديث».
* مدير جامعة أم القرى